الشريف هاشم بن سعيد النعمي، العالم المؤرخ النسابة الأديب
النِّعْمِي(1)
الشريف هاشم(2) بن سعيد بن علي بن محمد بن يحيى، أبو عبدالله، النعمي السليماني الحسني الهاشمي، العالم القاضي، المؤرخ، الأديب.
ولد في قرية العكاس(3) ضاحية أبها، في رجال ألمع، سنة١٣٣١هـ، وفيها نشأ وشبَّ.
ينتمي الشريف هاشم إلى آل هادي بن علي من الأشراف النعميين، والنسبة إلى واحدهم»النِّعْمِي«؛ ويسكن جُل هذا الفرع -أي آل هادي بن علي- في عهدنا الحاضر في مدينة أبها، ضاحية العكاس، بلدة الشعبين(4)، قرية المروة (5)في الحبيل في رجال ألمع، قرية قاعد(6)، خبت السادة(7).
صفاته:
أبيض اللون، متوسط القامة، نحيف الجسم، لحيته ملأت وجهه.
حياته الإجتماعية:
له من الأبناء: عبدالله، محمد، إبراهيم، أحمد، يحيى، سعيد، خالد، حسين، طاهر، عبدالرحمن، وليد، الحسن، عبدالعزيز.
حياته العلمية:
نشأ الشريف هاشم نشأة علمية في حجر والده القاضي سعيد بن علي النعمي الذي كان قاضياً على بعض قبائل عسير، وتلقى العلم في كتّاب ضاحية عكاس على يد الشيخ محمد بن عبدالله الحاج فحفظ عليه كتاب الله عز وجل.
وفي سنة 1358هـ رحل إلى مكة المكرمة -زادها الله شرفًا- لطلب العلم فلازم دروس شيخه في الحديث العلامة الشيخ عبدالحق(8) الهندي فحفظ عليه»الأربعين النووية«، و»بلوغ المرام«، وقرأ عليه»سبل السلام«، و»الموطأ«، وقرأ عليه في مصطلح الحديث.
ودرس في مكة أيضاً على شيخه العلامة عبدالقادر كرامة البخاري في علوم اللغة العربية.
وفي سنة 1361هـ رجع إلى وطنه والتحق بشيخه العلامة الشيخ عبدالله بن يوسف الوابل رئيس محاكم منطقة عسير فقرأ عليه في التوحيد والفقه والفرائض وحفظ القرآن الكريم، وحفظ عليه متن»الرحبية« في الفرائض ومتن»الآجرومية« في النحو ومتن الزاد في الفقه، وقرأ عليه شرحه»الروض المربع«، كما قرأ عليه في صحيح البخاري ومسلم وبعض كتب السنن ولازمه في أغلب مقروءاته وبخاصة تفسير ابن كثير وتخصص في العلوم الشرعية.
بعد تمكن الشيخ من العلوم الشرعية وعلوم الآلة، أصبح قاضياً فساهم في تدريس الراغبين في طلب العلم مدة بقائه بقضاء محائل ورجال ألمع، واستفاد بعلمه الكثير من طلبة العلم، منهم: كاتب إمارة محائل علي بن حسن حريش، وعلي بن أحمد شقيقي، وفضيلة الشيخ محمد بن أحمد العسكري رئيس محاكم نجران، والأستاذ الحسن بن علي الحفظي -رحمه الله-، والشيخ يحيى بن محمد بن مرعي، وغيرهم من طلبة العلم.
بالرغم من التزامات الشريف هاشم -حفظه الله- ظل منذ نشأته إمامًا وخطيبًا مسجد ضاحيته العكاس ثم الجامع الكبير بأبها، ثم مسجد الملك فيصل بأبها لمدة(57) سنة.
أثنى على علم وشمائل الشريف هاشم فضيلة الشيخ القاضي الشريف أحمد الشعفي المعافا)ت1427هـ) رئيس المحكمة العامة ببلغازي في منطقة جازان، فقال: «مارس القضاء في أكثر من محكمة وكان من أمثل القضاة نزاهة وعفة وعدلاً، أحبه أهالي أبها لإخلاصه وصدقه، وهو إلى جانب علمه في القضاء إمام وخطيب جامع أبها وإمام وخطيب العيدين في مدينة أبها، له نشاط ملموس في الدعوة والإرشاد والتأليف وخاصة فيما يتعلق بتاريخ منطقة عسير ولا يزال في عطائه بارك الله فيه»(9)أهـ.
والشريف هاشم -حفظه الله- شاعرًا، ولكنه من المقلين، فمن شعره قصيدة قالها في جمال أبها وعزتها وشجاعة أهلها:
قَــهْــقَــهَ الـــرعــــد فـــــــوق مـــتــــن الـغــمــامَــةْ=وَهَــمَـــى الـصَّــيْــبُ واكــفـــا مــــــن لِــثــامِــهْ
وتـــنــــامــــت بـــــراعــــــمُ الـــــــــــروض لـــــمــــــا=طــــــــــــرز الــــغــــيــــث زهــــــــــــره وكــــمــــامَــــهْ
طـــارحـــتـــي حـــمـــائـــمُ الـــــــــوُرْقِ شــــجـــــوًا=كُــلُّــنـــا فـــــــي الـــهــــوى نـــاشــــرًا أعـــلامَــــهْ
قـــلـــت فــيــمــا الــجــفــا وفــيــمــا الـتــجــافــي=والــتـــجـــنـــي فــــــــــــي لــــــوعــــــةٍ وعــــــلامَــــــهْ
قُــــــــلْــــــــنَ مــــــــهــــــــلاً رويـــــــــــــــــدًا رويـــــــــــــــــدًا=ما على الصَّبِ في حب أبها ملامَهْ
فــــــــوق ســــفــــح الــحِـــمـــى تــــرفــــل أبــــهـــــا=فـــــــــــــــــي إبـــــــــــــــــاء وعـــــــــــــــــزة وكـــــــــرامَـــــــــهْ
يــــا رَعَــــى الله مـنـهــا لِــلّــوى والأجــــارع=وَسَـــقَــــى الله بـالــغــيــث أجـــــــزاع رامَــــــــهْ
خلسةً ترشف المُرْنَ طورا..وطورا =بِأقْدَامِها نَلُفُ الغمامَهْ
صـــــاغـــــهــــــا الله غـــــــــــــــــادةً وجــــــــمـــــــــالاً=وحــــبـــــاهـــــا قــــــــــــــدًا أســـــــيـــــــلاً وقـــــــامَــــــــهْ
تـــلــــك أبـــهــــا الــبــهـــاءُ عــــــــزَتْ غِــــلابــــا=مثلـمـا عـــز أَهْـلُـهـا شـجـاعـةٌ وَوَسَـامَــهْ
فـــانــــعــــمــــي يـــــــــــــــا بـــــــــــــــلادي هـــنــــيــــئًــــا=فـــــــــــــــي أمـــــــــــــــانٍ وعـــــــــــــــزة وســـــــلامَــــــــهْ
فــــــــي حِــــمَــــى الــــشـــــوس آل الـــسُّـــعـــود=قــــــــــادة الـــفـــكــــرِ والإبــــــــــاء والـــزعـــامَــــهْ
وظائفه العلمية و الإدارية:
1) اختير مدرسًا بمدرسة أبها الابتدائية في مادتي الفقه والتوحيد والنحو والتجويد سنة 1364هـ.
2) عين قاضياً بالمحكمة الشرعية بمحائل تهامة عسير سنة (1366هـ) إلى أواخر سنة (1378هـ).
3) نقل إلى محكمة رجال ألمع سنة(1378هـ) إلى سنة(1383هـ).
4) عين رئيسًا للمحكمة المستعجلة بأبها من سنة)1383هـ( إلى أن تقاعد سنة (1411هـ) بعد خدمة بلغت خمسة وأربعين عامًا، لم ينقض له في فترة عمله حكمًا شرعيًا لحرصه على عمله.
نشاطه الثقافي وعضوياته:
1) عضوًا في مراقبة المصاحف بمنطقة عسير.
2) عضوًا في نادي أبها الأدبي.
3) عضوًا في الجمعية العمومية لتحفيظ القرآن الكريم.
معرفته بعلم الأنساب:
يقول الشريف هاشم: «اطلاعي على كتب التاريخ والأنساب ومخالطتي للكثير من القبائل منذ الصغر، قوى معارفي بأصول القبائل من الأشراف وغيرهم بشكل عام وخاصة قبائل منطقة عسير، ولذلك ألفت في أنسابهم وتاريخهم كتاب سميته»التيسير في أنساب قبائل منطقة عسير«.
قلت: الشريف هاشم -حفطه الله- يعتبر مرجعًا للباحثين في معرفة قبائل منطقة عسير وخاصة السادة والأشراف.
ذكر مصنفاته:
1) »تاريخ عسير في الماضي والحاضر«، مطبوع(10)، ذكر فيه تاريخ عسير منذ أن دخلت الدولة السعودية إلى يومنا هذا، وذكر فيه أنساب قبائلها.
2) »عسير بين الجغرافيا والتاريخ«، مخطوط.
3) »مدينة أبها بعنوان »هذه بلادنا«، مطبوع(11).
4) »المعجم الجغرافي لمنطقة عسير قرأها وأعلامها«، مخطوط.
5) »شذ العبير من تراجم علماء وأدباء ومثقفي منطقة عسير ما بين (1215-1415هـ)«، مطبوع(12).
6) »التيسير في أنساب قبائل منطقة عسير«، مخطوط في خمس مجلدات، ذكر فيه أخبار وأنساب (٢4 ) قبيلة من قبائل عسير.
7) »رحلة بين أبيها وجرش«، مخطوط.
8) »موجز أمراء عسير«، مخطوط.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
كتبها
الشريف إبراهيم بن منصور الهاشمي الأمير
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) النعمي: نسبة إلى الشريف نعمة الله الأصغر بن علي بن فليتة بن الحسين العابد بن يوسف الزاهد بن نعمة الله الأكبر.
(2) له ترجمة في: «فرجة النظر» (2/354)، «موسوعة أسبار العلماء» (3/1191)، «موسوعة الأدباء والكتاب»(4/197)، «شذا العبير» (ص 380)، «شخصيات في ذاكرة الوطن» (ص 499) ، «الإيضاح والتبيين» (ص 354).
(3) العكاس: تقع في ضاحية أبها غرب مدينة أبها على بعد 8 كيلو متر تقريبًا. (المؤلف).
(4) الشعبيين: بلدة تقع غرب مدينة أبها على بعد 50 كيلو متر تقريبًا. (المؤلف).
(5) المروة: تقع غرب مدينة أبها على بعد 70 كيلو متر تقريبًا. (المؤلف).
(6) قاعد: قرية تقع شرق مدينة أبها على بعد 2 كيلو متر تقريبًا. (المؤلف).
(7) خبت السادة: يقع غرب مدينة بيش على بعد 5 كيلو متر تقريبًا. (المؤلف).
(8) عبد الحق: هو ابن عبد الواحد بن محمد بن هاشم ، أبو محمد الهاشمي العمري نسبة إلى عمر بن الخطاب -هكذا ورد في ترجمته- بيد أن ابنه أبو تراب الظاهري الأديب اللغوي أنكر انتسابهم إلى بني هاشم، وقال إن نسبة الهاشمي هي لجدنا هاشم، في اللقاء الذي اجري معه في جريدة المدينة، ملحق الأربعاء بتاريخ 23/12/1420هـ.
ولد الشيخ العلامة عبد الحق سنة (1302هـ) وتوفي -رحمه الله- سنة (1394هـ). «أعلام المكيين» (2/993) ، «موسوعة أسبار» (2/471).
(9) «فرجة النظر» (2/356).
(10) الناشر: دارة الملك عبد العزيز ، 1419هـ/ 1999م.
(11) الناشر :
(12) الناشر: نادي أبها الأدبي ، أبها ، 1415هـ.
المرجع /
http://www.al-amir.info/inf/articles...how-id-133.htm