الشيخ محمد بن عبد الوهاب وأتباعه كلهم يحبون آل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ويتقربون إلى الله بمحبتهم
سئل سماحة الإمام عبد العزيز ابن باز رحمه الله:
هل صحيح أن الوهابية تناصب آل البيت العداء، وأنها تنتقص من سيد الخلق؟ وما حقيقة الدعوة الوهابية؟ ولماذا تحارب بهذا الشكل؟
فكان مما قال: «الشيخ محمد رحمه الله وأتباعه الذين ناصروا دعوته، كلهم يحبون أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم الذين ساروا على نهجه عليه الصلاة والسلام، ويعرفون فضلهم، ويتقربون إلى الله سبحانه بمحبتهم والدعاء لهم بالمغفرة والرحمة والرضا، كالعباس بن عبد المطلب عم رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبنائه، وكالخليفة الرابع الراشد علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وأبنائه الحسن والحسين ومحمد رضي الله عنهم، ومن سار على نهجهم من أهل البيت في توحيد الله وطاعته، وتعظيم شريعته». [من أسئلة صحيفة المسلمون، بإملاء سماحة الإمام عبد العزيز بن باز في (12/3/1417هـ)].
وقال في رسالة له (مفهوم الأحاديث المتعلقة بالفتن: 7/363): «ومن هذا الباب ما جرى بين علي ومعاوية رضي الله عنهما، فإن المصيب عند أهل السنة هو علي وهو مجتهد وله أجران، ومعاوية ومن معه مخطئون وبغاة عليه لكنهم مجتهدون طالبون للحق، فلهم أجر واحد رضي الله عن الجميع».
وقال رحمه الله في رسالة له بعنوان: (الوصية بكتاب الله القرآن الكريم: 9/14):
«...وقال النبي صلى الله عليه وسلم للناس يوم عرفة في حجة الوداع: (إني تارك فيكم ما لن تضلوا إن اعتصمتم به: كتاب الله) ويقول صلى الله عليه وسلم أيضًا: (إني تارك فيكم ثقلين: أولهما كتاب الله فيه الهدى والنور فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به. ثم قال: وأهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي) يعني بهم زوجاته وقراباته من بني هاشم، يذكر الناس بالله في أهل بيته بأن يرفقوا بهم، وأن يحسنوا إليهم، ويكفوا الأذى عنهم، ويوصوهم بالحق، ويعطوهم حقوقهم ما داموا مستقيمين على دينه متبعين لشريعته عليه الصلاة والسلام».
وجاء في: (مجموع فتاوى ومقالات متنوعة: 9/290-291):
س: تكثـر عنـدنا المناداة بكلمـة «سيـد فلان» وذلك لكونه يرجـع في النسب إلى أسـر معينة هـل يصـح هـذا؟
ج: «إذا عرف بهذا فلا بأس؛ لأن كلمة (السيد) تطلق على رئيس القوم، وعلى الفقيه، والعالم، وعلى من كان من ذرية فاطمة من أولاد الحسن والحسين، كل هذا اصطلاح بين الناس معروف. وكانت العرب تسمي رؤساء القبائل والكبراء "سادة" "سيد بني فلان، فلان" ومثلما قال النبي صلى الله عليه وسلم لما سأل بعض العرب: من سيدكم يا بني فلان؟ من سيدكم يا بني فلان أي: من رئيسكم.
وقال صلى الله عليه وسلم في الحسن: (إن ابني هذا سيد، ولعل الله أن يصلح به بين فئتين عظيمتين من المسلمين)... إلخ».
هذه هي عقيدة الشيخ محمد بن عبد الوهاب التي اعتقدها ونشرها في كتبه، والتي استقاها من كتاب الله سبحانه، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وقد سار عليها جميع أتباعه ومحبيه من بعده، فها هو إمام هذا العصر يصرح بهذه العقيدة بكل وضوح وبيان قائلًا: «الشيخ محمد رحمه الله وأتباعه الذين ناصروا دعوته، كلهم يحبون أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم الذين ساروا على نهجه عليه الصلاة والسلام، ويعرفون فضلهم، ويتقربون إلى الله سبحانه بمحبتهم والدعاء لهم بالمغفرة والرحمة والرضا».