سكان نفود السر
توالت العرب في سكنى نفود السر ويأتي اهتمام العرب بسكناه لطيب مرعاه وتوفر مياه حيث العيون التي تنبع بطبيعتها من الأرض وكتب اللغة توضح أن معنى السر بأنه الأرض الطيبة الكريمة .
أما من سكنه من العرب فقد ورد في بعـض الكتب منها كتاب ( بلاد العرب ) للأصفهاني ص288 بني عبد الله بن بكر بن سعد بن ضبة وقيل بني عامر وقيل بني تميم وغيرهم .
وفي كتاب ( صفة جزيرة العرب ) للهمداني ص 170 أنه من بلاد بني تميم وأورد شعرا لمالك بن حريم الهمداني بقوله :
وحيّ تميم إذ لقينا وسعدها برمل جراد أهلكوا بذحول
وقرأت مرة لبعض الكتاب أن بعض الأساطير كما يسميها هو أن منطقة السر كانت مرجع تجمع القبلي لقبيلة الهلاليين ومنهم أبو زيد الهلالي والزناتي وأفاد أنه لم يطلع على مرجع يثبت ذلك أو ينفيه .
لكني استمعت إلى حديث مسجل من قبل لقاءات جامعة الملك سعود وقد أخذت الشريط من إيداعات مكتبة فهد الوطنية وجاء على لسان عبد الكريم الصبيحي أن هذه المنطقة سكانها بني هلال وكذلك ذكر هذا الشريف عبدالله ناصر القنور أن هذه العيون في السر هلالية وتنسب إلى رجل من بني هلال اسمه حسن بن سرحان وهو ما ذكره الشيخ حمد الجاسر إلا أنه لم ينسب ابن سرحان إلى بني هلال بقوله ( وقبل أن يمتلكها القنور كانت تدعى ( عين ابن سرحان ) والسرحان أسرة انقرضت قديما ولا يعرف لها تاريخ )
كتاب ( بلدة البرود ) ص 58
كما جاء في الحديث المسجل المذكور أن في عين القنور بعض الآثار القديمة من الفخار قد رآها من يجري اللقاء من قبل جامعة سعود وقالا أنها تعود إلى ما قبل الإسلام .
وكنت في زيارة الشريف عبد الله بن ناصر القنور في منزله بعين القنور ودار بعض الحديث حول المنطقة وفي أثناء حديثه ذكر لنا قبورا في عين سمرة قديمة ما يقارب ثلاثة عشر إلى خمسة عشر قبرا وقال أن هذه القبور لم يشاهد في حياته بمثلها من حيث طول القبر وقال مرة هممت بحفر أحدى القبور ونبشه ثم لم أفعل ذلك ، فقلت له هل هي قبور عائدة للعـونة القدامى ؟ أم هي قبور هلالية ؟ ورجح هو أنها قبور هلالية ؟
مع أن الشيخ حمد الجاسر يعزو نسبة العيون إلى بني هلال من باب تأثر العامة بما قروه في القصص عن شجاعة أبي زيد الهلالي ، وفي لقاء ( جامعة الملك سعود ) ذكر عبد الله القنور و سلطان القنور والصبيحي و محمد المبارك أن هذه العيون هلالية ؟
انظر كتاب ( بلدة البرود ) ص 42
وفي إثناء زيارتنا لعين سمرة وفي صحبتي منصور العلي القنور سألته عن تلك القبور الهلالية ؟ فأجاب بأنه أول مرة يسمع بتلك القبور ؟ حتى سأل أحد أقرباءه عن تلك القبور فأجابه فورا بوجودها وأنها في طرف عين سمرة فذهبنا إليها ومعنا فواز جسار الجسار وقد شاهدنا تلك القبور العجيبة وهي محاطة بكثبان رملية وصخرية صغيرة جدا حتى وقفنا على تلك القبور فكانت الدهشة والاستغراب والذهول من عظم وطول تلك القبور فكان طول أحدها خمس خطوات متباعدة للرجل الطويل وطول تلك القبور من أربع أمتار إلى خمسة أمتار تزيد أو تنقص قليلا .