وقائع عن ولاية بيروت وسكّانها قبل مئة عام ( سنة 1328 هـ / 1910 م )
قال الأمير محمد علي بن محمد توفيق باشا ( 1292 – 1374 هـ ) في كتابه " الرحلة الشامية " ( ص 48 – 52 / ط . دار الرائد العربي ) حيث زار بيروت سنة 1328 هـ / 1910 م :
- عدد سكان بيروت يبلغ الآن نحو 150 ألف نسمة، أغلبهم من الطوائف المسيحية .
- العدد الأكثر من سكان بيروت إنما هو من الطوائف المسيحية حيث المسلمون هناك لا يزيد عددهم عن أربعين ألف نسمة، على حين أن المسيحيين يبلغ عددهم نحو مئة ألف أو هم يزيدون، ولكنا رأينا مع ذلك أن الطائفة الإسلامية أظهر كلمة وأقوى جانباً، وربما كانت هي صاحبة السيادة والأبهة في البلد .
- مدارس المدينة كثيرة، تبلغ نحو مئة مدرسة، للمسيحيين منها سبعون مدرسة – أربعون للبنين وثلاثون للبنات -، وللمسلمين ثلاثون مدرسة – خمس وعشرون للذكور وخمس فقط للإناث .
- للمسيحيين ما ربما يزيد عن الأربعين كنيسة، بينما مساجد المسلمين لا تربو على خمس وعشرين مسجداً .
- كنت أرى معظم الأهالي يجيدون القراءة والكتابة، وقلّما وجدت مدينة كذلك في كل بلاد الشام .
- مطابعها ليست أقل أهمية من مدارسها، وأقدمها مطبعة الأمريكان ثم اليسوعيين ثم مطبعة حديقة الأخبار إلى غير ذلك من المطابع الكثيرة، وقد سمعت أن ما يُطبع في تلك المطابع من الكتب العلمية والفنية شيء فوق الحصر، كما أنه يُطبع فيها عدة جرائد يومية وأسبوعية وشهرية؛ سياسية وتجارية وطبية .
وقال المؤلّف في ( ص 97 ) : وكانت ( لعلّ الصواب : وكادت ) تكون دمشق كبيروت خالية من المكتبات العامة التي لا تقل فائدتها في المجتمع عن المدارس، ثم إني كنت عجبت من أنه كيف تكون بيروت خالية من الكتبخانات العامة وهي البلد الوحيدة التي اختصّت من بين سائر بلاد الشام بكثرة المدارس وانتشار العلوم والمعارف .
منقول