يستطيع البعض أن يلفت نظر الآخرين لكن من الصعب استمالة قلوبهم !
إن أسلوب العاطفة والمبالغة والتوود على غير وجهه سرعان ما يتلاشى من القلوب لأنه وإن لامس إذن سامع لا يلق قبولا عند يافع مهما فعل الحاسد الحاقد الجاهل بشتى الطرق الملتوية مستبيحا الكذب والتدليس على الآخرين .
إن شر الخلق عنده الله تعالى أؤلئك الذين يسعون في الأرض فسادا ويقلبون الحقائق ويلوون عنق الزجاجة مهما كانت الحجة واضحة ودامغة وهؤلاء وإن تأتيه بما ينفعه ويرفعه يخلد إلى الأرض ويركن إلى الوعر والحفر لأنه لا يعرف العظمة ولا تحوم في سماءه بل هي ليست من طباعه و سجيته ؟
(وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ ) !!
فبعض الناس إن زجرته لم ينزجر وإن تركته لم يهتدِ فهو بالحالتين عنده سواءٌ كحالتي الكلب اللاهث ؟
فإنَّه إنْ تحُمل عليه بالطَّرد كان لاهثاً وإن تُركته وربض كان أيضاً لاهثاً وكهذا هم في الحالتين ضال ؟
فضرب الله لهم أخسَّ شيءٍ في أخسّ أحواله وهو حال اللَّهث وهو إدلاع اللِّسان من الإِعياء والعطش والكلب يفعل ذلك في حال التعب وفي حال الرَّاحة ؟