منطقة خضراء
الخصم من رصيد الأسرة!
كتب محمد عبدالقادر الجاسم
على الرغم من أنه حصل على «الفرصة» السادسة لإثبات جدارته بتولي منصب رئيس مجلس الوزراء، إلا أن الشيخ ناصر المحمد يقود البلد نحو المزيد من التراجع.. إن قدراته في إدارة شؤون الدولة لا تتناسب إطلاقا مع متطلبات منصبه. بل أنه وفي الفترة الأخيرة، وبسبب «تكتيكاته» الشخصية في مواجهة خصومه السياسيين، استعدى أكثر من طرف داخل الأسرة الحاكمة وخارجها. إن رحيل ناصر المحمد أو إسقاط حكومته، إن لم يبرز كمطلب شعبي الآن، فإنه حتما سيبرز كذلك قريبا، ولن ينجح «ربعه» من بين أعضاء مجلس الأمة أو من بين الكتاب في حمايته مهما فعلوا، فهناك بوادر تذمر شعبي قد يتبلور خلال الشهور الثلاثة القادمة ويتحول إلى مطالبة شعبية فاعلة لإسقاط حكومته.
إن البيان الذي أصدرته كتلة العمل الشعبي يكشف لنا أن الكتلة بدأت بتحضير المشهد السياسي لاستجواب قوي لرئيس مجلس الوزراء، فقد ورد في البيان: «أصبح الفشل المتكرر في إدارة شؤون الدولة يمثّل السمة السائدة للحكومات المتعاقبة خلال السنوات الأخيرة برئاستها الحالية، ونحن لانزال نعيش امتدادها في ظل تشكيلها السادس، وهذا ما انعكس سلباً على مختلف جوانب الحياة في البلاد نتيجة لهذه التراكمات والإخفاقات وغياب الرؤية السليمة والخطة الواضحة». كما جاء في البيان «إنّ هذه الأمثلة المؤسفة للكوارث والأزمات تؤكد يوماً بعد يوم وعبر كارثة بعد أخرى حقيقة الفشل الحكومي المتكرر وسوء الإدارة المتأصل والعجز والتخبّط والارتباك والإهمال الفاضح في القرار، بحيث لم يعد ممكناً السكوت على هذا الوضع المؤسف؛ ولم يعد جائزاً التغاضي عنه والقبول باستمراره، ما يتطلب وقفة محاسبة جادة وخطوات مساءلة سياسية حازمة”.
وقد قرأت التصريح الصحفي الذي أدلى به الناشط البيئي خالد الهاجري والذي أعلن فيه عن تدشين جماعة الخط الأخضر حملة لدفع رئيس مجلس الوزراء إلى الاستقالة!
وفي ظني، ووفق قياس مسار الأمور على ضوء التجارب السابقة، يمكن القول أنه ليس أمام الرئيس سوى محاولة «قلب الطاولة» بأن «يسهل» استجواب وزير الدفاع الشيخ جابر المبارك قبل استجوابه أو يسعى إلى إجراء تعديل وزاري قريبا.
وأيا كانت خطط الشيخ ناصر المحمد، فإن السؤال الأهم هو هل ستتم الاستجابة إليه؟ ثم إلى أي مدى يمكن للأسرة الحاكمة أن تتحمل إخفاقات الشيخ ناصر؟ وما هو الثمن الذي قد تضطر لدفعه حين يصبح إسقاط الشيخ ناصر المحمد مطلبا شعبيا يتحرك الشارع لتحقيقه؟
حين يكون رئيس مجلس الوزراء «شيخ» فإن نجاحه السياسي يحسب له وللأسرة الحاكمة.. وكذلك حين يفشل المرة تلو الأخرى فإن هذا الفشل يخصم من رصيد الأسرة السياسي لا من رصيد «بوصباح» وحده
[/size][/center]